عادل محمود
(سوريا)
لم يستطع غريب في هذا الحجم، أن يكون غريبآ حتى النهاية، مثل شاعر اسمه محمد الماغوط. فمنذ البداية أرشد الماغوط قارئه الى مصيرهما معآ، في وطن لا يعفو لكي يغفر، بل ليخفف زحمة العبودية. الماغوط رأى، من أول لحظة تعرض لها في الخمسينات، أن العربي ليس (اكم!) لبلده (قانونيا المواطنة) بل هو عنصر في (شركة) في حجم وطن يديرها حكام، قوادون أحيانا. فتعزف الى الغربة:
لا امرأة لي، لا عقيدة/ لا مقهى، لا شتاء/ ضمني بقوة يا لبنان/ ثمانية شهور وأنا المس تجاعيد الارض والليل/ اسمع رنين المركبة الذليلة/ والثلج يتراكم على معطفي وحواجبي./ فالتراب حزين والألم يومض كالنسر/.
وقد صارت الغربة في داخله أصيلة لان الاسوأ كان على العتبة دائما.، بتأصلها راح الماغوط يضع شعره في كل زاوية كبيض خرافي لطائر لا ييأس، بغريزة الديمومة، من فاعلية الحياة. والماغوط، أجد. أهم الشعراء الذين لم تفارق قولهم فكرة الانسان الفرد، الذات، الشخص بوصفه هكذا،وحيدا و ضئيلا ومكتنزآ وقويآ، وكائنأ من كان. الانسان عند الماغوط ذات محترمة ما دامت الحياة قد (أثفت) فيه روحآ ينبعث منها الأنين والزغاريد. وباستنكاره الحار والدائم لما يحدث له على أيد غاشمة أو مصادفات رديئة، دافع الماغوط وبقوة، عن الافتراض الصريح لجمال الحياة، عن الحق في أن تكون الحرية لا الجريمة هى الراية التي تظلل خيارا انسانيآ في بقعة من الأرض. ولقد ظل الماغوط شاعرا، (فيآل! ذه بى) الفكرة (مختفيا) فى مختبره، المتقشف، الحاد الأحماض، قصيدة إثر قصيدة، غير عابئ (ال!بنثر) الحياة في شعر ليسمى لاحقآ قصيدة النثر.، لعل الماغوط، بسبب من حدته، حدته،، ايضأ بسبب الماغوط، اقفآ الى اليسار، مع، (فاق الختوة) في ثياب البحر .!
الإصرار على قيمة وحيدة عليا، لم يستأنف مسيرته الشعرية. كأنما اكتفى بقول ما قيل. فللدهشة، للأمل، لليأس، للحب، للشغف بالجمال حدود، في نهايتها يقف الشاعر راثيآ أنقاض مملكة...، حسب. إن- الماغوط علامة أسف وحزن ورثاء في عصر عربي (تقشف) في هويته حتى كاد أن يخرج من العصر بلا هوية.
No comments:
Post a Comment