Thursday, October 8, 2009

من يسرق حرائقنا الطويلة

حسين عبد الكريم

كقامة الكلام ؟!


أي راقصة من النوع الرديء، تردّ عليها » هزات« خصرها أو اي هزات أرضية مردودا عيشيا ومالياً، يوازي مردود عشرين كاتبا، يصرفون مجمل أعصابهم ووقتهم، ونفسهم احتراقا بنار الكتابة..


وأي مطرب » موديل « مطرب وأي مطربة » ماركة« مزعجة يرد عليهما غناؤهما المطرب مالاً وافراً، قياساً لأفضل أنواع الكتابة وأميز الكتاب..


لماذا الحروف نهدر عمرها مجاناً، والآخرون لا يهدرون إلا أذواقنا، ويتقاضون مقابل فعلتهم السيئة هذه الأموال والمكافآت..


محمد الماغوط واحد من أكبر أثرياء العالم بالأحزان وأظنه فقيرا الى » حفنة« فرح واحدة غير ملوّثة، بدخان الزيف و»هباب« الكذبات المحترقة، احتراقا سيئا.. وقد عبر عن فقره هذا بعنوان مجموعته الشعرية الأولى:


(الفرح ليس مهنتي) وعبر ثرائه بالأسف والألم وحرائق الكتابة والأحزان ب: » حزن في ضوء القمر« وفي كلّ يومياته وتجربته ورحلته ظل محمد الماغوط واحدا من كبار أثرياء الدنيا بحزنه وكوابيسه.

ألا يحق له أن نحترم ثروته الضخمة هذه ؟!

الفنان المخرج، صاحب التجربة الإخراجية الجميلة » هيثم حقي« بالتعاون مع أحد


الكتاب يقوم بإخراج عمل تلفزيوني بعنوان »حزن في ضوء القمر« أليس حريا بمبدع كـ » هيثم حقي« وقد جرب الاحتراق بنار الهموم الإبداعية ان يحرص على حرائق زميل كبير ومبدع الى حد الكآبة التي لا تنام... محمد الماغوط ؟!


هذا المبحر في محيط أحزانه وكوابيسه منذ خمسين عاما تقريبا ألا ينبغي علينا جميعا ان نقدم كل التحية وكل مقابل يجلعه قويا على العيش والبقاء مع طيور عمره النارية؟!


لاشيء في عمر محمد الماغوط إلا الأرصدة الضخمة من المخاوف الإبداعية والمفارقات والحزن والحرائق هل يحق لأحد ان يسرق حرائقه الطويلة دون كلمة حب طويلة ودون مردود، ام على المبدعين الكبار ان يحترقوا دائما بنيران هواجسهم الجهنمية والآخرون يقبلون على هذه الحرائق على أساس إنها» مشاع «يمكن الاستفادة منها دون أي مقابل..


لأي راقصة أو ممثلة مبتدئة جدا أو ممثل في طور الأماني الفنية أو مطرب مكرب يجيد الصراخ من مختلف الدرجات..لهؤلاء جميعا ان نحترمهم وأن يعيشوا ويتقاضوا على » تفاهاتهم « المقابل الكبير والمردود الزائد.. وواحد مثل محمد الماغوط وأمثاله من المبدعين الذين يحترقون ألف احتراق واحتراق، حتى يقدموا كتابات عالية.. تؤخذ حرائقهم هونا من غير مقابل ؟!؟!

www.thawra.com/althakafi/alth01.htm

No comments:

Post a Comment