تهامة الجندي
(دمشق)
«محمد الماغوط ملك الحزن والسخرية» هو عنوان المحاضرة التي ألقاها الدكتور عدنان حافظ الجابر مؤخرا في المركز الثقافي العربي بدمشق، والمحاضر فلسطيني الأصل من مواليد الخليل عام 1952، قضى سنوات طويلة في سجون العدو الإسرائيلي قبل خروجه وانتقاله إلى بلغاريا حيث حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الفلسفية من جامعة صوفيا أوائل التسعينات، عمل في عدد من الصحف وله كتابان «ملحمة القيد والحرية» و«سوسيولوجيا الثورة الفلسطينية» وفي محاضرته هذه تناول تعبيرات الحزن والسخرية في نصوص الماغوط.
انطلق الدكتور عدنان من مقولة الكاتب تينس وليمز: أرني شخصا لم يعرف الحزن، وأنا أبرهن أنه ضحل وسطحي للتدليل على مدى الدفء الإنساني والحساسية العالية التي تتمتع بها نصوص الماغوط التي تفيض بأحزانها كقوله مثلا :
بدون النظر
إلى ساعة الحائط
أو مفكرة الجيب
أعرف موعد صراخي،
وذكر أن إحساس الماغوط المكثف بالحزن علمه السخرية وخلق لديه مناخات تراجيكوميدية استطاعت أن تمزج الدموع بالابتسام وهذه السمة تميز غالبية نتاجه الإبداعي الذي طاول كل الأجناس الأدبية، فمن يقف أمام الماغوط يقف أمام سخرية فجائعية بعد ذلك تناول المحاضر سمات أخرى متجزرة في نصوص الماغوط هي : التشرد، الغربة، الذعر والعزلة وإن كان قد غير الأخيرة من عزلة الغريب إلى عزلة الرافض.
وأشار في معرض حديثه عن لغة الماغوط بأنها لغة حادة وفجة لا تبحث عن مسوغات لها، وكأن الكلام أصبح وسيلته الوحيدة لمواجهة هذا العالم كقوله في كتابه الأخير: أيها السوط المجرم، ماذا فعلت بأمتي.
واختتم المحاضر محاضرته بالتأكيد على أن هذا الشاعر الكبير الذي أحبه وآمن بشعره الكثيرون لم يأخذ حقه من النقد والاهتمام وكأن مقولته في حادثة محاولة اغتيال نجيب محفوظ «ما من موهبة تمر بلا عقاب» تنطبق عليه أولا، وأشار إلى أنه عقاب التخلف الذي ينتج القمع والإهمال.
المصدر: البيان الثقافي الأحد
15 يوليو 2001 -العدد79
No comments:
Post a Comment